واشنطن – 12 يوليو 2025
تشهد الولايات المتحدة موجة تفشٍ غير مسبوقة لمرض الحصبة، هي الأسوأ منذ عام 1992، حيث أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) عن تسجيل 1,288 حالة مؤكدة حتى الآن في 38 ولاية، في ظل ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات الأسبوعي.
وبحسب البيانات الرسمية، أسفر التفشي عن 3 حالات وفاة، من بينها طفلان في ولاية تكساس وبالغ في ولاية نيو مكسيكو، بالإضافة إلى عشرات الإصابات الحرجة التي استدعت النقل إلى وحدات العناية المركزة، وسط قلق متزايد من تحول الوضع إلى أزمة صحية وطنية.
انخفاض التطعيم أحد أبرز الأسباب
يرى خبراء الصحة أن انخفاض معدلات التطعيم بلقاح MMR (الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية) لعب دورًا أساسيًا في هذا التفشي الواسع. وتشير التقديرات إلى أن نسبة التطعيم بين الأطفال في رياض الأطفال تراجعت إلى أقل من 93%، وهو ما يقل عن النسبة اللازمة لتحقيق “مناعة القطيع” والبالغة 95%.
كما أثارت هذه الأزمة انتقادات لاذعة داخل الأوساط الطبية والسياسية، خاصة بعد أن اتُّهم وزير الصحة الحالي، روبرت كينيدي جونيور، بنشر خطابات مشككة في فعالية اللقاحات، ما ساهم – بحسب مراقبين – في تراجع ثقة بعض المواطنين ببرامج التحصين.
تحذيرات من فقدان السيطرة
يحذر مسؤولو الصحة من أن الولايات المتحدة مهددة بفقدان صفة “القضاء على الحصبة” التي حصلت عليها في عام 2000، إذا استمر التفشي دون انقطاع لأكثر من 12 شهرًا.
وفي هذا السياق، صرّح المتحدث باسم الـ CDC قائلاً:
“الحصبة ليست مرضًا بسيطًا. يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات قاتلة، بما في ذلك التهاب الدماغ والالتهاب الرئوي، وعلينا التحرك سريعًا لاحتوائها”.