شيّدت مدينة نيويورك جنازة رسمية بمشاركة زملاء الضابط الديني الإسلامي، الذي استشهد أثناء أداء مهمة أمنية، ضمن حادث إطلاق نار جماعي حدث في مقر رابطة كرة القدم الأميركية (NFL) بمانهاتن.
الضابط ديدارول إسلام، البالغ من العمر 36 عامًا، وهو مهاجر قادم من بنغلاديش ومنذ أربع سنوات يعمل ضمن قوة شرطة نيويورك. ويُذكر أنه اضطر للعمل ضمن مهمة أمنية معتمدة من قسم الشرطة لحضور اجتماع داخل مبنى الرابطة، حيث قُتل أثناء التصدي للهجوم الأول. وكان على طريقه إلى ترقية رسمية بدرجة “محقق من الدرجة الأولى”، والتي قررتها المفوَّضة جيسيكا تيش لاحقًا خلال مراسم الجنازة .
شهدت الجنازة حضورًا مكثفًا من زملائه المحققين والمفتشين وقيادات الشرطة، إضافةً إلى حاكم ولاية نيويورك والمفوضة تيش. وقد ألقت المفوضة كلمة مؤثرة أعربت فيها عن فخر القسم بإسلام، واصفة إياه بأنه “ابن لمدينتين” — بنغلادش ونيويورك — لما جمعت التجربة بين جذوره وعملية في مجتمع الولاية الأمريكي .
زملاء الضابط شاركوا نعيًا مؤثرًا خلال الحفل، مؤكدين أن إسلام كان “رمزًا للتفاني والتضحية”، وأنه عمل ساعات طويلة تصل إلى 12 ساعة في اليوم، رغم أن مسيرته لم تزد عن أربع سنوات فقط، إلا أن احترامه وحضوره ظلّ باقٍ بين الجميع .
كما عبّرت قيادات المدينة عن الاعتزاز بتضحياته وحرصت على تقديم الدعم العائلي: ترك وراءه زوجة تنتظر مولودًا ثالثًا وطفلين صغيرين. كما أشارت إلى أن والده تعرض لسكتة قلبية فور تلقيه نبأ الحادث، مما زاد من حجم الصدمة العائلية .
الرابطة الرياضية ومسؤولو المدينة أكدوا أن مراسم الجنازة جرت ضمن إجراءات أمنية مشددة، وعُقدت في أجواء من الحزن والتكريم المهني، حيث وُصف إسلام بأنه “إنسان يعطي بلا حدود”، وأنه ضحي دون تردد لحماية الآخرين .
